المدرسة وحدها لا تكفي


المدرسة وحدها لا تكفي
تلك هي الحقيقة، فالمدرسة وحدها لا تكفي الطفل تربوياً ولا نفسياً ولا مادياً ولا معنوياً، مهما بلغت من إمكانات، لن تقوم بكل الدور وحدها، بل يجب أن تتساند العديد من الجهات لتحقيق الهدف، إنشاء جيل صالح لأداء مهمته في مستقبل الوطن، جيل قادر على العمل، ليس مجرد أداء العمل فحسب ولكن تطويره في كل المجالات.
إن خروج العملية التعليمية من مكانها الطبيعي وهو المدرسة إلى المنازل ومراكز الدروس الخصوصية لهو أكبر دليل على أن الحمل الذي حملت به تلك المدرسة أكبر كثيراً من قدراتها الحقيقية، فحاولت الأسرة المصرية استكمال القيام بهذا الدور بإي وسيلة.
لا أكتب كلماتي لأصف سلبيات المدارس المصرية في القيام بواجباتها، ولكن أكتبها لأعلنها بكل وضوح، مهما كانت نوعية المدرسة التي تضع فيها ابنك أو بنتك، ومهما كانت قيمة المصروفات التي تنفقها، فإنها لن تصنع لابنك القدوة التي يبحث عنها فيك، ولن ترفع رأسه في مواجهة تحديات النفسية التي تنمو معه كما ينمو جسده.
إن السنوات الأولى من عمر الطفل تشكل شخصيته باقي حياته، وتحتاج إلى قوة ملاحظة وإدراك ومتابعة لن يحققها معلم الفصل في دقائق حصته المدرسية، تلك الدقائق التي يقسم فيها المعلم اهتمامه على كل تلاميذ الفصل وليس على ابنك وحده، حتى إن نجح المعلم في دوره التربوي في حصته ـ فهو مقيد بدقائق حصته المعدودة ـ بينما يحتاج ابنك أن تتابعه في كل أوقاته وليس بوقت المدرسة فحسب، إنها لحظات بمواقف حاسمة في عمر الطفل يجب أن تستغلها كأب أو (تستغليها كأم) لتغرس فيها قيمة هامة جداً في عمق وجدان طفلك وعقله، لحظة ربما تأتي قبل النوم، ربما في مشاهدة الفيلم، ربما في تناول الطعام، إنها لحظة يحسم فيها الطفل حيرته بشأن سؤال ما بداخله، تلك اللحظة، إن لم تكن حاضراً فيها بقوة لتعلمه القيمة المراد تعلمها، سيتعلمها الطفل بصورة عشوائية، وحينها ستبذل جهداً مضاعفاً وتستهلك وقتاً أطول لتنتزع القيمة العشوائية من نفسيته ـ إن استطعت ـ لتزرع مكانها القيمة الصالحة.
محمود كرم الدين محمود

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما هي خطورة كريم كينا كومب؟ وهل حقا يستخدم لتفتيح المنطقة الحساسة؟

تفسير رؤية السيدة مريم العذراء في المنام

لماذا حذرنا النبي الكريم من النّظر إلى المرآة في الليل؟