لماذا الأفلام الإباحية؟ (1)

لماذا الأفلام الإباحية؟
وعود كبيرة تكذبها الحقيقة، تلك هي ببساطة الأفلام الإباحية، وعود
بلذة لا نهاية لها، وسعادة منقطعة النظير، ومعرفة أسرار لم يكن لك أن تدركها إلا
بعد مشاهدتك لتلك الأفلام، جدل كبير حول تلك الأفلام تنتشر في الغرف المغلقة،
وكثيرين يؤكدون على جمال بعض المشاهد من المقربين، تزداد الحيرة لدى من لم يجرب
المشاهدة، ويبدأ في العقل سم خبيث يتلخص في سؤال ـ ولماذا لا أجرب المشاهدة ـ ربما
كان الفضول، ربما كان تجربة تلك الوعود التي تعد الإنسان بسعادة كبيرة في وقت قلت
فيه السعادة، وبلذة فريدة في وقت قل فيه الاستمتاع بأي شيء، فالملل سمة مميزة لكل
شيء.
وتأتي صدمة أول لحظة مشاهدة، ربما كان الذهول، ربما كان عدم التصديق،
ربما كان شعور لا يمكن وصفه، لكنه موجود ويفرض نفسه، لقد صدقت أول الوعود، لقد
أصابت العقل بصدمة أنسته كل همومه في لحظة، إن اللذة تتزايد والصدمة تتعاظم في
أثرها، فلا عقل يفكر إلا في اتجاه واحد، ولا طموح يسعى إلا في اتجاه واحد، ولا
أسئلة سخيفة عن حلول مشكلات الحياة ولا كيفية تحمل مسئولياتها، فسؤال واحد يفرض
نفسه في تلك اللحظة.
وبعد المشاهدة يأتي الحديث عما رأته العين، سواء مع الأصدقاء، أو بين
الإنسان ونفسه، ويستمر تأجيل عمل العقل في مسئوليات الحياة، فيشعر الإنسان براحة
زائفة من هموم الحياة ومشاكلها، وقبل أن تتلاشى آثار الصدمة الأولى، وحتى لا يعود
العقل في طرح أسئلته عن مشكلات الحياة المستعصية، تتجه النفس إلى البحث عن صدمة
جديدة تشغل العقل من جديد عما يؤرقها، فإذا بفيلم جديد بتفاصيل جديدة صدمة جديدة،
تنجح في شل العقل من جديد، ويظل العقل يبحث عما يصدمه حتى لا يفيق على كارثة
استفحال المشكلات الصغيرة حتى أصبحت أكبر من ذي قبل، هل تريد معرفة ما حدث بعد
ذلك، سيكون في المقالة القادمة.
محمود كرم الدين محمود