اكتشف حرية قلبك (1)
اكتشف حرية قلبك (1)
معنى واحد طاردني بشدة طوال قراءتي لكلماتي القديمة وحتى الآن، معنى
كان مفتاح السر للعديد من التساؤلات التي كنت أطرحها بداخلي، هذا المعنى هو،
الحرية، فالسر أن كثيرين قد وقعوا في أسر الذكريات الأليمة التي تؤثر على القلب
بمجرد تذكرها، أسر حصار الظروف القاسية، والأمر الواقع والاحتياجات الدفينة،
والمخاوف التي لا نهاية لها، من الفقر، المرض، الوحدة وغيرها.
سأحتاج إلى سطور وسطور لأعدد أنواع الأسر الذي يقيد قلوبنا وعقولنا،
بل أفكارنا وأحلامنا، أسر جعلنا نعامل الحياة بمنطق السجناء الذين يؤجلون أحلامهم
وطموحاتهم لما بعد الخروج من السجن، بل يمتد الأثر إلى تأجيل المشاعر بالفرحة التي
يحلمون بها رغم توافر ظروفها، فها هو الزواج تحقق إلا أن سعادة القلب به لم تتحقق،
وها هو حلم فرصة العمل قد تحقق إلا أن سعادة القلب به لم تتحقق، هناك شعور ناقص
دائماً تمنع السعادة من التحقق، ذلك أن الأسير دائماً لا تكتمل فرحته إلا بنيل
حريته، فمهما صنعت الجنة للسجين داخل سجنه من جنة، سيحلم يوماً بالانطلاق خارج
سجنه.
وأصعب أنواع الأسر هو الأسر الخفي، فكم من الأحداث التي ظننا أننا
نسيناها وهي تسيطر على تصرفاتنا دون شعور؟ كم من الذكريات التي تدمع العين بمجرد
أن يمر طيفها بالقلب ونسارع بمسح الدموع قبل أن يراها أحد، كم من الجراح التي لم
تلتئم رغم مرور السنين، فزوايا القلب مشغولة بمساحات واسعة من حطام صدمات الماضي
بشكل يعيق القلب عن رؤية الحاضر أو حتى الحلم للمستقبل.
محمود كرم الدين محمود
