لماذا الأفلام الإباحية؟ (2)


صورة ذات صلة
لماذا الأفلام الإباحية؟ (2)
 المقالة الثانية توقفنا في المقالة السابقة عند حالة الذهول التي تصيب مشاهد تلك الأفلام الإباحية، ولكن الذهول والصدمة في تلك المرة ليست في مشاهدة تلك الأفلام ولكن في حجم المشكلات التي تأجلت مواجهتها حتى تعاظمت، وحين يطلب من العقل أن يفكر في حل لها، لا يستطيع أن يؤدي العقل دوره بالكفاءة السابقة، فبدلاً من أن يواجه العقل المشكلة يبحث عن الطريق الأسهل وهو الانشغال عنها بأي شيء آخر، فتضرب الأفلام الإباحية شخصية مشاهدها أول ضربة مدوية، حين تجعله يفضل الاستمتاع بلذة الشهوة، عن الاستمتاع بأي لذة أخرى، حتى وإن كانت لذة النجاح في حل مشكلة من المشاكل، أو فرحة لقاء حبيب أو فرحة تجريب عمل جديد مثل لعبة رياضية جديدة، كل ذلك يقل أثره بمجرد مقارنته بلذة فيلم إباحي جديد.
يظل العقل يبحث عن أفلام جديدة، وصدمات جديدة تشله فلا يفكر في أي شيء، أصبحت الصدمات هدف وأسلوب حياة وليست مفاجأة، بالعكس، إن العقل حينها يبحث عما يفاجئه في كل عمل جديد. يتعامل كل إنسان بطريقته الخاصة مع تلك الصدمات، فآثار الصدمات ليست واحدة على كل البشر، فهناك من تكون آثار تلك الأفلام بالنسبة له تدريجية، وهناك من تظهر عليه آثارها بسرعة، وهناك من يظل ناجحاً حتى بعد مشاهدتها لفترة من الفترات، ولكن الأكيد نهاية الطريق واحدة مهما اختلفت طرق الوصول إليها من إنسان لآخر.
نعود لتلك الرحلة التي يفقد صاحبها قدرته على الاختيار، إنه يظن أنه صاحب الاختيار، لكنه في الحقيقة يعجز عن الاختيار إلا مقاطع الأفلام التي يفضلها عن الأخرى، لكنه ينسحب رويداً رويداً عن الحياة الواقعية، ويفقد كفاءته في تلك الأعمال التي كان يتقنها رويداً رويداً، وللرحلة بقية في المقالات القادمة.


محمود كرم الدين محمود

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما هي خطورة كريم كينا كومب؟ وهل حقا يستخدم لتفتيح المنطقة الحساسة؟

تفسير رؤية السيدة مريم العذراء في المنام

لماذا حذرنا النبي الكريم من النّظر إلى المرآة في الليل؟