صدمة الأفلام الإباحية (3)
صدمة الأفلام الإباحية (3)
المقالة الثالثة لازال مشاهد الأفلام الإباحية لا يشعر بما يفقده من
مميزات في شخصيته ومكانة في واقعه، وقد يشعر ولكنه فقد القدرة على التراجع، فأصبحت
مشاهدة تلك المقاطع الحل الأمثل لكل مشكلات الحياة، إن تأثيرها على العقل مثل
تأثير المخدرات تماماً، تساعد الإنسان على النسيان، نسيان الماضي بما فيه من
ذكريات أليمة، ونسيان الواقع وما فيه من تحديات مخيفة، ونسيان المستقبل وما فيه من
توقعات مخيبة للآمال.
تفقد الأفلام قوة تأثيرها مع تكرار المشاهدة، تفقد صدمة المشاهدة
لذتها مع تكرار وتشابه أفعال أبطال الأفلام الإباحية، ويظل العقل يبحث عن حل لتلك
المشكلة، تتزايد أوقات المشاهدة بحثاً عن الجديد، لكن لا جديد، وهنا يقع المشاهد
في ورطة أكبر، فالعقل يعود للتفكير في مشكلات الحياة بعد ضعف أثر الأفلام
الإباحية، ولكن المشاهد لا يستطيع مواجهة مشكلات الحياة لأنه انشغل بالمشاهدة
رغماً عنه، حينها يدرك أنه وقع فريسة وضحية لإدمان لا يقل خطورة عن المواد المخدرة.
ولكن ليست تلك هي نهاية الطريق، فلازال للطريق بقية، فالوعي بالمشكلة
والاعتراف بها نصف طريق الحل، طريق التوبة ومحاولة الفكاك من مشاهدة تلك الأفلام
بدأ الآن، وشجاعة الاعتراف بالخطأ تتصارع مع الشعور بالذنب، وصراع الإقدام
والإحجام على أشده، العقل يحاول تفهم الواقع، ولكن رحلة العودة أصعب كثيراً من
طريق الذهاب، ولكنه ليس بمستحيل.
نصائح شتى عن كيفية الإقلاع، ولكن تبقى مشكلة التطبيق هي التحدي
الأكبر الذي تحاول المقالات القادمة التفكر فيه لعلها تصل لوصف كاف لطريق الرجوع
الصحيح، فكم من طريق راجع أخطأ طريق عودته، لكن اليقين من الوصول لبر الأمان لا
يخفت داخل القلب، فبر الأمان الآن أصبح قريباً من أي فترة من الفترات السابقة،
ولازالت الرحلة مستمرة مع المقالة القادمة محمود كرم الدين محمود