صدمة الأفلام الإباحية (4)

صدمة الأفلام الإباحية (4)

 المقالة الرابعة إن ضحية مشاهدة الأفلام الإباحية يواجه إدماناً لا يقل خطورة عن إدمان المواد المخدرة، ذلك بخلاف تأثير مشاهدة تلك الأفلام على شخصيته ومنها تأثير أنه يفضل الهروب من المشكلات بدلاً من مواجهتها، وأفضل وسائل الهروب هي مشاهدة تلك الأفلام حتى ينشغل عقله بمشاهدتها فلا يفكر في مشكلات حياته أو غيرها، ويصبح الهروب أسلوب حياة.

وهنا أحاول البحث في عمق المشكلة لعلي أصل لبداية الحل، وأسير هنا في الاتجاه المعاكس للصدمة، فكما كانت صدمة مشاهدة أول مقطع إباحي هي بداية الطريق لإدمان مشاهدتها، فإن معرفة حقيقتها هي أولى الصدمات المضادة حتى تساعد العقل على معرفة حقيقة تلك الأفلام، إنها ليست حقيقية، إنها كذبة كبرى، لا تمت للواقع بصلة، حيث أن الاحساس بالنشوة التي يظهر أبطالها متمتعين بها، هي ليست حقيقية، إنها مزيفة، حتى الحركات التي يؤدونها هي في حقيقتها لا تسبب السعادة ولكنها تسبب الألم الشديد، إن أبطالها يعيشون حياة قاسية بل أن بعضهم مات منتحراً. ثاني تلك الصدمات المضادة أن تلك الأفلام بمواقعها صنعتها أيادي بهدف التجسس على حاسوبك وليس لإسعادك كما وعدوك، فكل صورك وملفاتك الخاصة معرضة للسرقة من الجواسيس الذين دخلوا لحاسوبك عن طريق تنزل تلك المقاطع من الأفلام الإباحية.

ثالث تلك الصدمات المضادة هي صدمة إيجابية حين تعرف أنه رغم كل ما شاهدته إلا أن ربك لازال حريص عليك ويحبك، وقادر على مساعدتك رغم كل شيء، تلك هي الحقيقة التي يجب أن تعلمها جيداً، وأن شعورك بالذنب ليس هو الشعور الوحيد الذي يجب أن تشعر به، ولكن عليك أن تفخر بما أنت عليه، لأنك تجاهد الجهاد الأكبر، فلا تسلم راياتك إلا لربك منتصراً. 

محمود كرم الدين محمود