حين انتصرت اللحظة

حين انتصرت اللحظة

لحظاتك، صناعتك، إبداعك، مولودك، تعلمت وتدربت وصبرت وتحديت العديد من لحظات الفشل حتى وصلت للحظة صناعته، فأنت صانعه، أبدعت في تصميمه حتى أصبح له ما يميزه عن غيره من التقليد، فأنت مبدعه، لحظة وجود أحلامك بالدنيا هي لحظة خاصة جدا يجب أن تدافع عنها دفاع الصانع عن صنعته والمبدع عن إبداعه والوالد عن مولوده.

أمرنا ربنا بأن نذكره في كل لحظة ونناجيه ، فلحظة مناجاتك لربك، لحظة لم تصل إليها ببساطة فلا تتنازل عنها ببساطة لوساوس الشيطان، أو شهوات نفس، ولكن دافع عنها بكل ما أوتيت من قوة.

لحظة حب صادق صالح اختصك ربك بها من بين كثيرين، لم تصل إليها ببساطة بل تعديت من أجلها العديد من لحظات الصبر، فلا تتنازل عنها ببساطة لمشكلة أو أزمة بل دافع عنها واحفظها. لحظة عمل صالح اختصك ربك به من بين كثيرين، لم تصل إليه ببساطة، بل سعيت وتدربت عليه ساعات طوال، فلا تتضرر منه لكثرته ولكن اجعلها فرصة لتظهر مهارتك وتزيد من قدراتك.

حين تواجهك لحظة فقر في المشاعر أو المال أو الصحة أو الأحباب أو الاهتمام أو أو فقد حبيب أو أي نوع من أنواع متع الحياة وامتحاناتها، اعلم إن امتحانات صبر الحياة على تنوعها قد وزعها الله بالعدل، كما وزع نعمه بالعدل بين خلقه، لينظر من ينجح في لحظات صبره بالدعاء، ومن ينجح في لحظات نعمه بالشكر.

وفي النهاية اعلم أن لحظاتك هي أنت دافع عنها بكل ما تملك، وحين تفرط فيها تفرط في نفسك، ادخل من أجلها الصراع بثبات وقوة ولا تستسلم لجهل عقلك أو وساوس قلبك، أو نقص علمك وعملك، لا تنتظر لحظتك لتختارها بل استمر حتى تنتصر للحظتك وتسلمها للحظة بعدها وأنت منتصر في الاتجاه الصحيح، صراع خفي قوي لا يعلمه إلا من انتصر في الجهاد الأكبر ... جهاد النفس .. جهاد اللحظة. جهاد مستمر .. لحظة .. بلحظة.

محمود كرم الدين محمود