مشاعرك ليست من زجاج

نتيجة بحث الصور عن مشاعرك ليست من زجاج

مشاعرك ليست من زجاج
أصعب شعور أن تشعر بالعد التنازلي لكل شعور جميل بداخلك، أن تراه ينهار جزء تلو الآخر، ذلك لأن بناؤه لم يكن على أساس سليم، كان أساسه على وجود إنسان فتغير، أو وجود حدث ففات وأصبح ذكرى، أو توقع الخير ممن يحاصرك بشره بكل وسيلة.
إن مفاجأة القلب بما لم يتوقعه وتحمله للصدمات المتتالية يترك في القلب أثره المزمن، وتصبح صفحة القلب كخريطة للأحزان، وتصبح صفحة الواقع كساحة للصراع والخذلان، وما من سبيل إلا بناء القلب على أساس جديد لا يعتمد على وجود إنسان أو انتظار حدث سعيد، بل كن أنت هو الإنسان وأنت الحدث السعيد الذي تنتظره.
أعلم أنني حين أعرض على قلبك السطر الأخير، أنني أطلب منه ما لا يطيقه، فكيف لقلب تلقى آلاف الصدمات أن يعيش وينقذ نفسه؟ كما لو كنت تطلب من سيارة بعد آلاف الصدمات أن تنطلق ولا تكترث بما لاقته.
نعم يمكن للسيارة التي تلقت آلاف الصدمات أن تعاود السير، إن كانت متقنة الصنع مصممة لتلقى الصدمات، كأن تكون مصفحة مثلاً، ومن يدري؟ ربما يكون مصممها قد أودع فيها ابتكار جديد يجعلها ذات خواص فريدة.
وهذا هو أنت تماماً، فإن قلبك ليس من زجاج لتكسره الصدمات، بل صنعك رب أتقن كل شيء صنعه، ووضع في كل إنسان سر وهبه إياه، موهبة لك وحدك من ربك، ليست لأحد غيرك، ورحلة الإنسان في حياته هي اكتشاف تلك الموهبة، ورعايتها بعد اكتشافها. يتم اختبار المعادن بشدة الطرق عليها، فإن تحملت فهي من أجود أنواع المعادن، ووجودك في هذه الحياة بعد ما لاقيته لهو أكبر دليل على نبل معدنك، والخطوة التالية هي تصميم وصناعة هذا المعدن ليتحول لمنتج نافع.
هذا هو دورك، بعدما تأكدت من إتقان صنعتك، وقدرتك على تحمل ما فات، أن ترسم الطريق لما هو آت، معدنك أصيل فأطلق العنان لخيالك في تصميمك لحلمك وهدفك ولا تجعل له حدود، إنه دورك وحدك، لا معين لك إلا خالقك، لا تنتظر حدث يساعدك أو يسعدك، لا تأمل في بشر أن يساندك، فقلبك لربك، هو وحده بيده عزتك ويعرف قيمتك الحقيقية وحين يغنيك ما عند الله، لن يضرك ما عند البشر، تلك هي الحقيقة التي يجب أن تتأكد منها جيداً حتى تسير في حياتك مرفوع الرأس لا تتحرك من ثباتك إلا لترتفع عن الصغائر.


محمود كرم الدين محمود

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما هي خطورة كريم كينا كومب؟ وهل حقا يستخدم لتفتيح المنطقة الحساسة؟

تفسير رؤية السيدة مريم العذراء في المنام

لماذا حذرنا النبي الكريم من النّظر إلى المرآة في الليل؟